سَرْدِيَّات

سرقة أدبية أم تخاطر أفكار

 

” يا لينا أنا أؤمن أن الإنسان لا يموت دفعة واحدة، كلما مات له قريب أو صديق فإن الجزء الذي كان يحتله يموت في نفس هذا الإنسان… ومع الأيام وتتابع سلسلة الموت تكثر الأجزاء التي تموت داخلنا، تكبر المساحة التي يحتلها الموت.. وأنا يا لينا مقبرة كبيرة داخلي تفتح هذه القبور أبوابها ليلا، ينظر إليَّ نزلاؤها.. يحادثونني ويعاتبونني “

القوقعة، مصطفى خليفة

 “أنتم لا تبكون موتاكم، أنتم تبكونكم بعدهم. تبكون ما أخذوه برحيلهم. يخلفونكم بلا جدار تتكئون عليه” 

فئران أمي حصة، سعود السنعوسي

سرقة أم تخاطر أفكار؟

الإجابة تأتي من العصر العباسي على لسان الجاحظ إمام الأدب في عصره:

 “إنّ المعاني ملقاة على قوارع الطريق، وإنما يتميز الناس بالألفاظ، فالمعاني يعرفها العجمي والعربي، البدوي والقروي، وإنما الشأن في إقامة الوزن وتخيّر اللفظ” 

ومن العجيب أن بعض الشباب الذين يملكون أنصاف المعاني ينغلقون عليها خوفًا من سرقتها، فيتقوقعون حول أفكار غير متبلورة، ويكررونها فيتعاظم شأنها في نفوسهم، ولو تابعوا التحصيل والقراءة لوجدوها مُسطّرة بأمهات الكتب من قديم الأزمان.

هذا الانغلاق، وهذه القوقعة تساهم بإيقاف التفاعل والتطور..

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سرديات: مَصدركَ الأمن لتَعَلَّمَ تقنيات الكتابة، واكتشاف العوالم السحرية للأدب، والكتابة الإبداعية.