سَرْدِيَّات

سبع عشرة نصيحة لِلكُتّاب المبتدئين – الجزء الأول

بمجرد أن يبدأ الكاتب رحلته في عالم الكتابة، تتحول الأفكار إلى غابة مظلمة ومخيفة تتطلب مرشدا ماهرا في الاستكشاف، ليتمكن من التنقل بيسر وسلاسة في غابة الأفكار، والخروج منها بسلام، فالسير وحيدا في متاهات الأفكار محفوف بالمخاطر. النصائح التالية “سبع عشرة نصيحة لِلكُتّاب المبتدئين” للحفاظ على استقرارك العقلي وتمكينك من التقاط الأفكار وتجنب الأوكار..

ولست أدعي هنا أن هذه النصائح من بنات أفكاري، والهام فؤادي، إنما هي نصائح متواترة، ليست جديدة أو مستحدثة، تتخذ أشكالا مختلفة بحسب الزمان والمكان فتارة تكون شعرا على لسان كبار الشعراء وتارة تتحول إلى نثر بليغ، وفي عصرنا قد تتحول إلى مقال صديق لمحركات البحث “الـ “SEO، كما هو مقالي هذا.

النصيحة الأولى: حدد اتجاهك

الواقع مليء بالقصص التي يمكن أن تستمد منها مادتك الأولية للكتابة، كما أن الأدوات التكنولوجية الحديثة وسعت أفق الخيال إلى مستويات غير مسبوقة.. وبين الخيال الواسع الرحب والواقع الغني بالقصص والمعاني قد يتوه قلمك، وتضيع بوصلتك لذلك عليك الإجابة على عدة أسئلة قبل أن يشرع قلمك بالكتابة “

ماذا ستكتب؟ لمن ستكتب؟ كيف ستكتب؟ متى ستكتب؟ ولماذا ستكتب؟ إذا حددت الاتجاه، ستقودك بوصلتك الكتابية إلى بر الأمان، ولا ضير أن استلهمت من تجارب كبار الكتاب في إجاباتهم عن هذه الأسئلة المهمة، فقد خصصت في بداية إنشاء حسابي على الانستغرام كمية كبيرة من الاقتباسات لكبار الأدباء يجيبون فيها عن بعض الأسئلة السابقة.

النصيحة الثانية: التدوين المنتظم

إذا كنت ترغب في تطوير مهاراتك الكتابية، فعليك أن تمارس الكتابة بانتظام. لا تقتصر على الكتابة عندما تشعر بالحماس أو تجد الفرصة الملائمة. بل اجعل الكتابة جزءاً لا يتجزأ من روتينك اليومي، ولو لدقائق معدودة.

يمكنك أن تبدأ بكتابة مذكراتك اليومية، وتدوين أفكارك ومشاعرك وتجاربك. ثم يمكنك أن تتحدى نفسك بكتابة مشاريع أكبر وأكثر تعقيداً، مثل مقالات أو قصص. هذا سيساعدك على تحسين مهاراتك اللغوية والتعبيرية، وزيادة ثقتك بنفسك ككاتب مبدع. 📝

الوصية الثالثة: القراءة الشاملة والمستمرة

القراءة هي البوابة الرئيسية لعالم الكتابة، فهي من أهم العوامل التي تساهم في تعميق فهمك للكلمات والأساليب الأدبية. من خلال تنويع مصادر القراءة والبحث عن مؤلفين متنوعين وأساليب كتابة مختلفة، يمكنك توسيع آفاقك وتعزيز معرفتك. اقرأ بشكل مستمر واستمتع بمجموعة متنوعة من الكتب والمقالات والنصوص التي تثير اهتمامك وتثري معرفتك وتلهمك بأفكار جديدة. كن حذراً ومتأنياً في قراءتك، انتبه إلى كيفية كتابة الآخرين، ما يميزهم، وما يمكنك تعلمه منهم. هذه العملية ستمنحك القدرة على تطوير أسلوبك الخاص في الكتابة.

النصيحة الرابعة: التخطيط والتنظيم

قبل أن تبدأ في الكتابة، يجب أن تعمل على تنظيم الأفكار الرئيسية التي ترغب في توضيحها، وتحديد تسلسلها وعلاقتها ببعضها البعض. هذا سيساعدك على التركيز على النقاط الرئيسية وتجنب الإسهاب أو الإبهام أو التكرار في النص. هذا النهج سيجعل الكتابة أكثر سلاسة ومتناسقة، وسيجعل القراءة أكثر إثارة ومتعة.

النصيحة الخامسة: الكتابة العاطفية

لا تكتف بالكتابة بطريقة عادية أو مجردة، اكتب للحس والحواس، أضف لمسة من العاطفة والشغف إلى كلماتك. الكتاب الذين يتقنون فن إيصال المشاعر هم الذين يستطيعون لمس قلوب القراء وتغيير حياتهم. الكتابة العاطفية تتطلب منك أن تكون صادقا ومتفاعلا مع موضوعك وجمهورك. تخيل أنك تتحدث إلى صديق عزيز أو شخص تحبه، وأنك تريد أن تشاركه مشاعرك وآرائك وخبراتك. استخدم كلمات تعبر عن مشاعرك بوضوح وقوة، كلمات تعبر عن الفرح والحزن والغضب والخوف والأمل والحب والكره والإعجاب والاحترام وغيرها. استخدم أيضا أمثلة وتفاصيل ووصفات تجعل القارئ يشعر بما تشعر به، ويتخيل ما تتخيله، ويعيش ما تعيشه. الكتابة العاطفية هي كتابة تنبض بالحياة والإنسانية، وتجذب القارئ إلى عالمك الخاص.

النصيحة السادسة: التعديل والمراجعة

لا تتوقف عند خط النهاية. بل اعتبره بداية لمرحلة جديدة من العملية الإبداعية. بعد الانتهاء من كتابتك، قد تظن أن النص جاهز للنشر، ولكن الحقيقة أن النص في هذه المرحلة يحتاج إلى مراجعة وتحرير دقيق. قد تكتشف أخطاء لغوية أو أفكاراً غير واضحة أو فرصاً لتحسين النص وجعله أكثر تألقاً وجاذبية. لذا، لا تتردد في العودة إلى النص وتعديله وتحسينه. اعمل على تحسين سلاسة النص ودقته وتنظيمه وجاذبيته. تذكر دائماً أن التعديل والمراجعة هما جزء لا يتجزأ من هذه عملية الكتابة. فالكتابة الجيدة تتطلب الصبر والممارسة والتحسين المستمر.

النصيحة السابعة: استقبل الانتقادات بصدر رحب وعقل منفتح

عندما تكتب، تكتب للقراء، ولذا، فإن آراءهم وانطباعاتهم تحمل أهمية كبيرة. عندما يقرأ الآخرون ما كتبت، فإنهم يشاركونك آراءهم، وهذه الآراء نابعة من تجاربهم الشخصية، التي تشكل مصدرا من مصادر التعلم والتطور لديك.

دعهم يقدموا آراءهم وانتقاداتهم بكل صراحة. قد يكون من الصعب في بعض الأحيان قبول النقد، ولكن تذكر دائمًا أن الهدف هو التحسين المستمر. النقد البناء يمكن أن يكون أداة قوية للتطور الشخصي والمهني.

استمع بعقل منفتح. تعلم من الآخرين واستخدم آراءهم كدليل لتحسين كتاباتك. بالنهاية، ستجد أنك قد تعلمت ونمت بطرق لم تكن تتوقعها.

 النصيحة الثامنة: المتعة في الكتابة

الكتابة ليست مجرد مهمة أو واجب، بل هي رحلة مليئة بالمتعة والإثارة. لا تنس أن تستمتع بكل خطوة في هذه الرحلة، من الفكرة الأولى إلى الكلمة الأخيرة. الشغف والمتعة هما العنصران الأساسيان الذين يمنحان النصوص الروح والحياة. عندما تكتب بشغف ومتعة، يشعر القراء بذلك ويتفاعلون مع نصوصك بشكل أكبر.

النصيحة التاسعة: القراءة بصوت عال:

الكتابة هي فن يتطور مع الوقت والممارسة. وجزء من هذه الممارسة هو القراءة بصوت عال. عندما تقرأ كتاباتك بصوت عال، تساعدك هذه العملية على اكتشاف الجمل اللامنطقية أو الأخطاء اللغوية. بالإضافة إلى ذلك، يمكن أن يساعدك الصوت العالي في الاستماع إلى نغمة النص والتحقق من أنه يتدفق بشكل طبيعي وسلس.

النصيحة العاشرة: الاستمرار في التعلم

عالم الكتابة هو عالم متغير ومتجدد بلا توقف. لذا، يجب أن تكون على استعداد للتعلم المستمر والتطور الدائم. استمر في تطوير مهاراتك وتعلم من تجارب الكتاب الآخرين. ابحث عن الإلهام في أعمالهم وتعلم من نجاحاتهم وأخطائهم.

3 تعليقات على “سبع عشرة نصيحة لِلكُتّاب المبتدئين – الجزء الأول

  1. رغم أني قرأت الكثير ممن ينصحون المبتدئين إلا أن نصائحك بدت لي أكثر وضوحا و بالتالي أكثر فائدة ♡ شكرا على مقالك المثري

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سرديات: مَصدركَ الأمن لتَعَلَّمَ تقنيات الكتابة، واكتشاف العوالم السحرية للأدب، والكتابة الإبداعية.