
عزيزي الكاتب: هل تعاني من تأخر إنجاز أعمالك الأدبية الضخمة، وتكثر التسويف؟ أم أنك تبدأ تلك الأعمال لكنك لا تنهيها لعدم قدرتك على الإحاطة بكافة تفاصيلها وخيوطها المتشابكة؟
في هذا المقال، سنقدم لك حلولا مجربة تساعدك على التغلب على هذه التحديات وإنجاز الأعمال الإبداعية بكفاءة وسلاسة.
لا تبالغ في مرحلة البحث
إذا كنت تكتب رواية في حقبة تاريخية معينة، من الضروري البحث التاريخي عن هذه الحقبة الزمنية بكافة تفاصيلها، لكن يحدث أحيانا أن الكاتب يغرق في البحث وينسى غاية البحث. ركز على ما تريده من تلك الحقبة بما يخدم روايتك وبناء عوالمها وشخصياتها، ولا بأس أن تبدأ بكتابة روايتك عندما تشعر بامتلاكك مفاتيح تلك الحقبة.
اجعل بحثك يخدم عملك الروائي، وطور مهارتك الخاصة بالبحث ومعرفة متى تتوقف وتضيف لبحثك رؤيتك الخاصة المميزة.
خطط لعملك الروائي
بعض الروائيين الكبار يكتبون دون وضع خطة للكتابة وآخرون يلتزمون بوضع خطة لأعمالهم الأدبية. كلا الطريقين صحيح في مرحلة ما من حياة الكاتب.
أنت ككاتب مبتدئ “هكذا افترض” عليك بإعداد خطة مرنة واضحة قبل الانطلاق برحلتك الكتابية، والابتعاد عن الكتابة الحرة التي قد تسبب لك التشعب وعدم الوصول لغايتك المرجوة.
سر وفق الخطة التي وضعتها، لكن لا تقدسها فهي وسيلة لا غاية. فأثناء سيرك قد تعدل الخطة وتتغير أهدافك التي تريد أن تصل إليها. الخطة بمثابة بوصلة تدلك على الاتجاه وليست كخرائط غوغل الحديثة التي ترشدك على الهدف المنشود وتعدد لك طرق الوصول إليه.
أعط كاتبك الحساس إجازة مؤقتة
في كتابه الروائي الحساس والروائي الساذج يميز الروائي التركي أورهان باموك الحاصل على جائزة نوبل للآداب بين نوعين من الروائيين، الحساس والساذج.
فالروائي الحساس هو الروائي الناقد الذي يبحث عن الأخطاء في بناء الشخصيات وتسلسل الأحداث، ومنطقية ردود أفعال الشخصيات وفقا لخلفيتها الدرامية. أي أنه يبحث عن كل العثرات التي تخل بالشكل والمضمون الروائي، حتى الأخطاء الإملائية والنحوية والأسلوبية لا بد لعين هذا الروائي من رصدها وتصحيحها.
بينما الروائي الساذج فهو الذي يتابع خيوط الأحداث مأخوذا بسحر الكتابة دون التدقيق على تلك الهفوات والعثرات التي يقع فيها. هو يسرع بملاحقة الأفكار المتلاحقة واصطيادها وتقييدها غير مكترث بهذه الهفوات والأخطاء.
والمطلوب منك تفعيل الكاتب الساذج بمسودتك الأولى ثم تفعيل الكاتب الحساس جزئيا بالمسودات التالية.
وتذكر: إن مسودتك الأولى لن تقدم لدار النشر أنما هي نواة عملك الأدبي.