سَرْدِيَّات

رواية “الألمان” الفائزة بجائزة ألفاغوارا لعام 2024 تعيد قراءة التاريخ النازي

 

في عالم الأدب الإسباني، يتألق الكاتب سيرجيو ديل مولينو. فقد فاز بجائزة ALFAGUARA للرواية لعام 2024، وهي جائزة ذات قيمة مادية تصل إلى 175،000 دولار . كما مُنح تمثالاً فنياً لمارتن تشيرينو. وأُعلن عن نشر روايته “الألمان” في كافة الأراضي الناطقة بالإسبانية.

يذكر أن الرواية  قدمت للجنة بعنوان مختلف “El espíritu de la escalera” ترجمته الحرفية “روح الدرج”، وهو تعبير فرنسي يستخدم لوصف الشعور بعدم القدرة على الرد بشكل مناسب في الوقت المناسب. وعندما يحضر الرد المثالي  تكون الفرصة قد فاتت. كما قدمت الرواية تحت اسم مستعار “باتريشيا بيغر”.

فازت الرواية بإجماع لجنة التحكيم، وقد أعلنت اللجنة أن الرواية متاحة للبيع في المكتبات بتاريخ 21 مارس المقبل.

المتن الحكائي للرواية

تنبع الرواية من حدث حقيقي وقع في عام 1916، ولكن أصداؤه ما زالت تعيد الصدى حتى اليوم. في ذلك العام، وفي ظل الحرب العالمية الأولى، رست سفينتان في ميناء قادش تحملان أكثر من 600 ألماني من الكاميرون.

استسلموا على الحدود الغينية للسلطات الاستعمارية، بحثًا عن مأوى في إسبانيا، البلد المحايد. هؤلاء الرجال والنساء الذين تركوا وطنهم خلفهم، استقروا في سرقسطة، حيث أسسوا مجتمعًا صغيرًا لم يعد إلى ألمانيا أبدًا.

ومن بين هؤلاء الألمان، كان الجد الأكبر لإيفا وفيدي. الذي عثروا عليه بعد قرن في المقبرة الألمانية في سرقسطة، عندما دُفن جابي. شقيقهما الأكبر. هم آخر الناجين من عائلة شوسترز، عائلة استمرت في تأسيس شركة غذائية مهمة. ولكن في هذه الأزمنة، يمكن أن يعود الماضي ليستفز مواطن الألمان، مثل الشبح الذي يعود ليطارد الحاضر. هذه الرواية تعكس الصراع الدائم بين الماضي والحاضر، وتطرح تساؤلات عميقة حول الهوية والانتماء والتاريخ.

رواية الألمان تعيد كتابة التاريخ النازي

جاء في قرار لجنة التحكيم “إنه نصّ مثير يمتحنُ ضمير الشخصيات ويهزّ القارئ بحكاية لها عواقب عميقة في عالم اليوم. كما أن الكاتب أتقن في سرده حدثا مجهولاً في التاريخ الإسباني يتعلق بتحورات النازية وعواقبها”.

كما أشادت بيلار رييس، المديرة التحريرية لألفاغوارا برواية “الألمان” ، لمهارتها في سرد حدث غير معروف تقريباً من تاريخ إسبانيا، يتعلق بالتحولات النازية وله تأثيرات عميقة في العالم الحالي، من خلال سرد الأسرار العائلية المظلمة التي تكشف عن ماضٍ مهدد للحاضر، لتطرح تساؤلا رئيسيا هل يرث الأبناء ذنب الآباء؟ “إنها رواية مثيرة تختبر وعي الشخصيات وتهز وعي القارئ” كما تشير بيلار رييس.

أعضاء لجنة التحكيم

تتألف لجنة التحكيم، من نخبة من الكتاب البارزين مثل سيرجيو راميريز، الذي فاز في عام 1998 برواية “مارغريتا، هي جميلة البحر” وتولى رئاسة لجنة التحكيم في عام 2008، وخوان خوسيه ميلاس، الذي تولى رئاسة لجنة التحكيم في عام 2019، ولورا ريستريبو، التي فازت في عام 2004 برواية “الهذيان” وتولت رئاسة لجنة التحكيم في عام 2014، وروزا مونتيرو، التي تولت رئاسة لجنة التحكيم في عام 2012، ومانويل ريفاس، الذي تولى رئاسة لجنة التحكيم في عام 2013.

التوزيع الجغرافي للمشاركات في جائزة ألفاغوارا للرواية 2024

تقدم للجائزة 800 رواية، تناثرت من أرجاء العالم، حيث وصلت 396 منها من إسبانيا، و 104 من الأرجنتين، و 109 من المكسيك، و 93 من كولومبيا، و 40 من الولايات المتحدة، و 20 من تشيلي، و 26 من بيرو، و 12 من أوروغواي.

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *

سرديات: مَصدركَ الأمن لتَعَلَّمَ تقنيات الكتابة، واكتشاف العوالم السحرية للأدب، والكتابة الإبداعية.